من الأيادي التي أثقل به كواهل المسلمين، اختلف الناس في القراءة، فأدركهم بالرد إلى مصحف جمعه "أبو بكر الصديق" - رضي الله عنه -، وأحرق غيره من المصاحف حسماً لمنشأ الاختلاف في الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفها.
ومنها قولهم: زاد في الحمى، قلنا:"شرع الحمى للحاجة الداعية إليه، فزاد فيه لزيادتها"،
ومنها قولهم: كتب مع غلامه إلى "عبد الله بن أبي سرح" يأمره بقتل من ذكر في الكتاب، قلنا:"قد يكتب على لسان الرجل، وينقش على خاتمه، ويرسم على خطه"، ولقد قال لهم عثمان:"إما أن تقيموا شاهدين على ذلك وإلا فيميني أني ما كتبت ولا أمرت".
قالوا لم يسلِّم إليهم "مروان" حين طلبوا ذلك منه، قلنا:"لو سلَّمه لكان ظالماً، وإنما عليهم أن يطلبوا حقهم عنده على مروان".
ومنها قولهم: ولّى مروان، ولم يكن من أهل الولاية، قلنا:"مروان رجل عدل من كبار الأمة عند الصحابة والتابعين وغيرهم، أما الصحابة فإن "سهل بن سعد الساعدي" روى عنه، وأما التابعون فروى عنه "عروة بن الزبير" و"علي بن الحسن"، أثبت ذلك "ابن عبد البر" في "الاستيعاب"، وأما فقهاء الأمصار فإنهم يعظمونه ويعتبرون إمارته وينقادون إلى روايته، قال "أبو بكر ابن العربي" في "العواصم": "وأما السفهاء من المؤرخين والأدباء فيقولون على أقدارهم".
ومنها قولهم: عزل "أبا موسى" عن "البصرة" وولي "عبد الله بن عامر"، ابن خالة عثمان، قلنا: "إنَّ عزله لأبي موسى لاختلاف الجند عليه جند البصرة