كانت ولادته في اليوم السادس والعشرين من رجب ١٢٩٣ هـ. ونشأ في زاوية والده القائمة في تلك البلدة. وابتدأ تعلّم القرآن الكريم وهو ابن خمسة أعوام وخمسة أشهر وخمسة أيام على أحسن الحفّاظ الذين تفقهوا بين يدي الأستاذ الشيخ سيدي المدني ابن عزّوز.
وفي آخر صفر سنة ١٣٠٦ هـ رحل به والده في جملة العائلة إلى مدينة تونس، وضرب بها أطناب الإقامة. وفي آخر هذه السنة أتمَّ حفظ القرآن على ظهر قلب. وكان في خلال تعلّم القرآن يتلقى دروساً في التوحيد والفقه والحديث عن الأستاذ الشيخ أحمد الأمين بن عزوز، بعضها في بلدة "نفطة"، وبعضها في حاضرة تونس، كما أنه تمرَّن في صناعة القريض على يد هذا الأستاذ الجليل. ومما بثَّ في نفسه داعية حبِّ العلم والأدب: أنه كان لا يغيب عن مجالس والده التي كانت محطَّ رحال الزائرين من أهل العلم والأدب، وكثيراً ما تدور فيها المذاكرات العلمية والأخلاقية.
دخل صاحب الترجمة الجامعة الزيتونية سنة ١٣٠٧ هـ، ودرس علوم الشريعة من فقه وأصول وكلام وحديث وتفسير، وعلوم العربية من نحو وبلاغة وأدب وفقه لغة، وبعض العلوم النظرية؛ كالمنطق، وأخذ هذه العلوم من كبار الأساتذة مثل: رئيس العلماء بالديار التونسية الأستاذ الشيخ سالم بوحاجب -مدَّ الله في حياته-، والأستاذ الشيخ عمر بن الشيخ، والأستاذ الشيخ أحمد بو خريص، والأستاذ الشيخ مصطفى رضوان، والأستاذ الشيخ محمد النجار، والأستاذ الشيخ ابن حسين، والأستاذ خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز، والأستاذ الشيخ إسماعيل الصفايحي، والأستاذ الشيخ مصطفى بن خليل، والأستاذ الشيخ طاهر صفر، والأستاذ الشيخ محمد بن يوسف. وشهد