أستاذنا الخضر والطلاب في جلسة الدرس، فأعجبته -عليه الرحمة والرضوان- من حيثُ كونهُا تاريخاً لمجتمعنا، وقراءتنا عليه، وقدمت له منها نسخة، وها هي هذه:
يا سائلي عن درْسِ رَبِّ الفضلِ مولانا الإمام
ابنِ الحسينِ التونسي محمدِ الخضرِ الهمام
سَلْ عنه مُستصفى الأُصول لليثِ مُعْتَرك الزِّحام
أعني الغزاليَّ الحكيمَ رئيسَ أعلامِ الكلام
وكذاكَ في فَنِّ الخلافِ بدايةَ العالي المقام
أعني ابنَ رشدٍ مَنْ غدا بَطَلَ الفلاسفةِ العِظام
وكذلك المغني إلى شيخِ النحاةِ ابنِ الهشام
وكذا كتاب أبي يزيدَ ابنِ المبرِّدِ في الختام
تلك الدروسُ كما الشموسِ تُنير أفلاكَ الظلام
فتكونُ منكَ حقائقُ المعنى على طرفِ الثمام
فالحقُّ عَوَّضَنا به من شيخِنا شيخِ الشآم
وكذا صحيحُ أبي حسينٍ مسلمٍ حبرِ الأنام
فعليه ما ذرّ الغزالة رحمةُ الملكِ السلام
وقد أشار أستاذنا الجليل في مقدمة هذا الكتاب إلى دراستنا إياه عليه، وإلى اقتراحنا جمعَ أصوله المفرقة، وإلى استجابته لنا بقوله -رحمه الله رحمة الأبرار-: واستخدمت القلم في تحرير مطلبهم، فألفت مقالات تشرح حقيقة القياس، وتفصِّل شروطه، وتدل على مواقعه وأحكامه، وقد كتبتُ هذه الرسالة