وإلا صواب القول أهني وظيفكم ... بكم وأهالي الجامع المتطارب
على أنني أهني الأنام بأسرهم ... خصوصاً بني الآداب زهر المراكب
وذلك لما أعربت أن بيننا ... لواء التساوي مستحث الكتائب
رعى الله أعلاماً رعوا حرمة لِما ا ... دّخرت فمازوك امتياز الأقارب
أما سمعوا استدلالك الصبح واضحاً ... وقولك صبحاً كاشفاً عن غرائب
وليس ذوو التمييز غيرهم وإن ... يجزهم فمن أهل الحجا في المغارب
وما أنت إلا فوق ما أمّلوا بها ... وهل بخسوا يوماً حقوقاً لطالب
نهضت مكبّاً للمعالي مزاحماً ... وذاك بأطراف النهي لا المناكب
وعزّزت مجد الجَدِّ بالجِدِّ سالكاً ... حُزون الثنايا معضلات العواقب
وما زال هذا دأبك الدهر دائماً ... إلى أن خفضت النجم غب نواصب
فتِي خطّة أمَّتك عن وجا ... ألمَّ بها من قبل تثقيف ثاقب
أتتك تجر الذيل معلقة بما ... يليها بُعَيدٌ عند نشر الذوائب
تطوَّلْ عليها بالقبول وجلِّها ... كأبهى مهاة حليها بالترائب
بدرسك للآداب درساً مشرفاً ... لنا عن بسيط وافر متقارب
فنأتيك منها والعِياب مجفَّف ... ونرجع من مغذاك بجر الحقائب
فلولاك لم ندرِ المبرّد كاملاً ... ولولاك لم يونق يتيم الثعالبي
ومن مفصحٌ عن ثعلب وفصيحه ... إذا أنت لم تبد الصفي لصاحب
وهل أنسوا من مؤنس أو تقلدوا ... قلائد عقيان وحنّوا لراغب
وإني أرى لابن الحسين مواقفاً ... يسلمها لابن الحسين كواهب
متى ردَّ طرفاً في لآلئ نظمكم ... يعضُّ بناناً حيث فاه بعائب