للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العزيز العلامة النحرير الشيخ الخضر بن حسين -كما نعهده- ذلاقة وفصاحة، لم تغير فيه لهجة المصريين وقلبهم لحروف المعجم.

وقد فتن الناس بسماع ذلك الصوت الذي حرموا سماعه عشرات السنين. وكان موضوع حديثه "الشعر التونسي في القديم والحديث".

فتكلم جنابه على الشعراء، وذكر من شعرهم، وبيّن أن نقد الشعر وفلسفة الأدب أول من ضرب في فنهما سهم أدباء تونس والقيروان والمهدية، وغيرها من بلدان المملكة التونسية؛ كابن رشيق، وغيره في القديم.

ويوجد الآن شبيبة ناهضة، ضربت في جميع فنون الشعر والتثر، ويلغت فيهما الكمال، وإذا عدَّ الشعراء والكتّاب في العالم، فيحتلون المراكز الأولى، ويوضعون في أول الصفوف، وإن ذلك الشبل من ذلك الأسد، ومن يشابه أباه فما ظلم.

هذا خلاصة ما سمعناه من الأستاذ الخضر بن الحسين يلقيه على مسامعنا من مصر بمعناه.

وإن السرور لعمَّ البلاد، وللشيخ أصدقاء وتلامذة وأقارب وأحباب كثيرون، يودون رؤيته وسماع حديثه العذب.

وها نحن نسمع كلامه ولا نراه، متعنا الله برؤية وجهه الكريم، وجمعنا الله به في أبرك الساعات.