حيث أتعرف أكثر فأكثر على تونس بمدنها التاريخية، ومصايفها الرائعة، وأعيش مع شعبها الطيب فترة هي من أجمل ما تكون في مرحلة العمر.
أما الغاية من هذه الزيارة، فهي البحث العلمي، والتنقيب عن الآثار العظيمة التي تركها العم العلامة محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: للاطلاع والسياحة.
وقد تحققت الغاية العلمية؛ حيث كان لي شرف الاجتماع بأعلام تونس من أهل العلم والفضل، ممن عرفوا الشيخ الخضر، وكانوا إخوة صادقين؛ من أمثال: سماحة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الذي زودني بالتوجيهات القيمة، والآراء السديدة، فجزاء الله خيراً. كما التقيت بعدد من علماء تونس بهذا الاختصاص، ولهم جميعاً الشكر والامتنان.
وقد لازمتُ دار الكتب الوطنية (مكتبة العطارين)، وقمت بتصوير بعض الوثائق التي كنت أفتقدها، ولا سيما ما كتب في مجلة "السعادة العظمى" التي كان يصدرها الشيخ الخضر في تونس عام ١٩٠٣ م، كما جمعت ما كتبه في مجلات:"البدر"، و"العرب"، و"الفجر" التي كانت تصدر في تونس، كما نقلت ما كتبته الصحف والمجلات التونسية عن حياته وآثاره.
س - علمنا أنكم قد باشرتم بطبع التراث الإسلامي للإمام الراحل، فهل تحدثون قراء "الصباح" عن هذا التراث، وإلى أين وصلتم في إخراجه؟
ج - منذ عشر سنوات خلت شرعتُ في جمع آثار الشيخ -رحمه الله- ومنها: رسائله المطبوعة على اختلافها، ومنها: مئات المقالات التي نشرها في المجلات الإسلامية والمصحف، وخاصة في المجلة التي كان يصدرها في القاهرة، والمعروفة باسم "الهداية الإسلامية". وكذلك المجلات التي كان قد