غير أن الجانب السياسي-في رأينا- يحتاج إلى دعم علمي بالوثائق، الأمر الذي جعل المؤلف محمد مواعدة يبدي تحفظات، واعترف- بتواضع نادر- بأنه لم يتمكن من تقديم صورة واضحة عن النشاطات السياسية للشيخ المترجم له؛ إذ اكتفى بما تجمع لديه من معلومات، واستخلاص صورة تقريبية راجياً أن تزداد جلاء عند الحصول على وثائق أخرى، هي الآن -حسب زعمه- لدى بعض أصدقاء الشيخ، وخاصة عن نشاطه بالبلاد المصرية.
والجدير بالتذكير هنا: أن الشيخ محمد الخضر حسين ولد في بلدة "نفطة" في الجنوب التونسي في (٢٦ رجب ١٢٩٣ هـ -٢١ جويلية ١٨٧٣ م)، وبعد حياته بالبلاد التونسية وبالبلاد السورية قضى -كابن خلدون- بقية عمره في مصر (إلى وفاته عام ١٩٥٨ م) حيث رقي فيها إلى أعلى المناصب، نخص بالذكر منها: مشيخة الجامع الأزهر.
هذا بعد نشاطه الديني، والعلمي، والأدبي، والسياسي، في كل من تونس ودمشق والآستانة (تركيا)، وخاصة بأوربا (برلين وجنيف) أين اتصل بالأخوين باش حانبة (محمد، وعلي)، والشيخ صالح الشريف، وغيرهم من مناضلي المغرب العربي الذين يتفق وإياهم في النظرية والاتجاه السياسي اللذين يتمثلان في تحرير أقطاب المغرب العربي (خاصة) من الاستعمار الفرنسي (المسيحي)، والعمل في ظل الحكومة العثمانية بالآستانة، أو ببرلين من أجل:
١ - (رابطة إسلامية) ستضم -عند قيامها- المسلمين كافة، في نظام سياسي مركزي، وهو نظام الخلافة، كما يتبين لنا ذلك من خلال كتابه "نقض