والأدبية هناك باعتبار أن النهضة العلمية والأدبية تقف إلى جانب الحركة الوطنية في تحرير الوطن من الاستعمار الأجنبي الدخيل.
أصدر في تونس مجلة "السعادة العظمى"، وهي إسلامية سياسية أدبية ..
كانت عصا الترحال تلازم الشيخ، رحل إلى تركيا، ثم إلى تونس، ولما اشتدت وطأة الاستعمار الفرنسي، واشتدت في مواجهتها الحركة الوطنية ضد الاستعمار، وأحس الشيخ الشاب أن عيون الاستعمار ترصده، قرر الهجرة إلى دمشق أولاً؛ ليواصل جهاده بقلمه ولسانه، وفي دمشق عين مدرساً في المدرسة (السلطانية) التي درس بها الإمام محمد عبده، ثم رحل من دمشق إلى الآستانة، وسافر إلى ألمانيا مرتين، وله هناك ذكريات سجلها في ديوان. ولم يطب له المقام في دمشق، فقرر الاستقرار بالقاهرة؛ حيث توثقت صلته بأبرز مفكريها؛ أمثال: الشيخ محمد رشيد رضا، والعلامة أحمد تيمور باشا ..
الحق أن مصر فيما مضى كانت كعبة القاصدين من المجاهدين السياسيين، والمفكرين الإسلاميين الذين ضاقت عليهم الأرض بوجود الاستعمار، كانوا يجدون في مصر أهلاً، وينزلون سهلاً، قصدها الحكيم الثائر جمال الدين الأفغاني، والحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين، وعبد الكريم الخطابي بطل الريف بالمغرب، والشيخ البشير الإبراهيمي شيخ علماء الجزائر، وغيرهم.
وحين حل الشيخ محمد الخضر حسين بالقاهرة التحق بالأزهر، وحصل على العالمية، ورأس تحرير مجلة نور الإسلام "الأزهر" فيما بعد منذ إنشائها عام ١٩٢٩ م، وكانت في عهده مجلة ذات قيمة علمية وفكرية، يجد فيها الخاصة والعامة بغيتهم، وعين الشيخ أستاذاً متفرغاً في جامعة الأزهر، وأسهم في