للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القادة الحقيقيين للنضال التونسي في أوروبا، خلال الحرب العالمية الأولى، ولكن بعض المزورين للتاريخ يحاولون سرقة هذا الشرف، وإسناده كاملاً لمن كان دورهم يأتي حتماً في الدرجة الثانية، وذلك بشهادة الوثائق التي بدأ الآن ظهورها في أرشيفات ألمانيا وفرنسا وتركيا (١).

هذا الخضر حسين الذي استطاع بضلاعته النادرة في الأدب والشعر والبلاغة والعلوم الدينية، أن يتصدى -كما لم يتصد عالم أو أديب غيره- في أكبر معركتين من معارك الأدب والفكر في مصر العشرينات، معركة طه حسين وكتابه "في الشعر الجاهلي" (٢)، ومعركة علي عبد الرازق وكتابه "الإسلام وأصول الحكم" (٣)، وما أثاره من قضايا حول الخلافة، وهل هي من الإسلام، وضرورية اليوم للمسلمين أم لا؟.

ومن يرد أن يعرف مكانة الرجل، وقيمة كتبه، وردوده العلمية والأدبية على هذين الكتابين، فليعد إلى كتاب "مصادر الشعر الجاهلي" (٤) للدكتور ناصر الدين الأسد، وإلى الدكتور محمد عمارة فيما كتبه عن قضية الخلافة وبخاصة ما نشره عنها في مجلة الدوحة الخليجية (٥).


(١) انظر: ما كشف عنه باحث ألماني من مكانة كبيرة ودور بارز لصالح الشريف "من خلال وثائق ألمانية" حوليات الجامعة التونسية عدد ٢٤ سنة ١٩٨٥ م.
(٢) حوكم من أجله طه حسين وأتلفت نسخه، لكننا نحتفظ بنسخة أصلية منه في مكتبنا.
(٣) طبع في ظروف سياسية معقدة عام ١٩٢٥ م فور إلغاء الخلافة، ونحتفظ بنسخة من طبعته الأولى التي تمت بإشراف مؤلفه، أما طبعات بيروت اللاحقة، فهي تجارية، وفي بعضها تصرف غير علمي.
(٤) صدرت طبعته الأولى عن دار المعارف بالقاهرة عام ١٩٥٢ والثانية ١٩٦٢.
(٥) أعداد سنة ١٩٨٧.