تهب في مجالس علمائها، وكان حولي من أقاربي وغيرهم من يقول الشعر، فتذوقت طعم الأدب من أول نشأتي، وحاولت وأنا في سن الثانية عشرة نظم الشعر".
وهذه البلدة ذات المناخ الشاعري الملهم، أخرجت شعراء وعلماء على مدار العصور، وفي بعض العصور ازدهرت فيها الحركة العلمية ازدهاراً كبيراً حتى سميت بالكوفة الصغرى.
وفي سنة (١٣٠٦ هـ / ١٨٨٨) انتقل مع أسرته إلى العاصمة حيث أتم تعليمه الابتدائي؛ أي: حفظ القرآن، ثم التحق بجامع الزيتونة في العام الموالي، أخذ عن أعلامه؛ كسالم بوحاجب، وعمر بن الشيخ، ومحمد النجار، وغيرهم، وتخرج منه محرزاً على شهادة التطويع في سنة (١٣١٦/ ١٨٩٨)، وفي العام الموالي لتخرجه درّس متطوعاً بجامع الزيتونة، بعد أن قام برحلة إلى ليبيا.
وكانت عنايته بالأدب واللغة في عهد الطلب بجامع الزيتونة أكثر من غيرهما. وكان ينظم الشعر في بعض المناسبات؛ كتهنئة بعض شيوخه عند إتمام دراسة بعض الكتب، وهو تقليد شائع بجامع الزيتونة في ذلك العهد وما سبقه.
قال في مقدمة ديوانه "خواطر الحياة": "انتقلت إلى مدينة تونس، والتحقت بطلاب العلم بجامع الزيتونة، وكان من أساتذة الجامع، ومن هم في الطبقة العالية من طلاب العلم من أولعوا بالأدب والتنافس في صناعة القريض إلى شأو غير قريب، فاقتفيت أثرهم، وكنت أنظم قصائد تهنئة لبعض أساتذتي عند إتمام دراسة بعض الكتب".