للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عزمة قد أبرمتها همة ... وجدت للمجد في الظعن سبيلاً

أنا لا أنسى على طول النوى ... وطناً طاب مبيتاً ومقيلا

في يميني قلم لا ينثني ... عن كفاح ويرى الصبر جميلا

هو ذا طاعنْ به خصمك من ... قبل أن تخترط السيف الصقيلا

وعندما زار مصنع الزجاج بدمشق قال:

إن هذا الزجاج يُصنع كأساً ... ليبيت الحليم منا سفيها

ويصوغ الدواة من بعد كأسٍ ... ليصيرالجهول حبراً نبيها

فهو كالفيلسوف ينفث غياً ... ثم يأتي بما يروق الفقيها

كان الشيخ محمد الخضر رجل علم وشريعة، متمكناً في علومه، الأمر الذي أهّله لمشيخة الأزهر، معتدلاً في أموره، غير متعصب في دينه، ولا مجدد التجديد الذي يحمّل الشريعة فوق ما تتحمل، فقد كان يتمسك بالقرآن الكريم، والسنّة المطهرة، ويعتمد عليهما الاعتماد المطلق، ويقول في هذا المجال: "يقع في وهم من لا يدري ما الإسلام: أن شريعته لا توافق حال العصر الحاضر، ويبني توهمه هذا على أن القوانين إنما تقوم على رعاية المصالح، ومصالح العصور تختلف اختلافاً كثيراً. فالدعوة إلى بقاء أحكامها نافذة، هي في نظره دعوة إلى خطة غير صالحة، ذلك ما نقصد إلى تفنيده، وتفصيل القول في دفع شبهته، حتى يثبت بالدليل المرئي رأي العين: أن الشريعة الغراء تساير كل عصر، وتحفظ مصالح كل جيل".

وكان الشيخ محمد الخضر لغوياً، مصلحاً، دؤوباً على العلم والعمل، هادئ الطبع، وقوراً، خصص قسماً كبيراً من وقته لمقاومته الاحتلال.