للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ١٨٨٩ في أصول عبادات الوثنيين، حاول فيها إثبات اقتداء وتقليد الرومان للساميين، وأخذهم عبادة آلهة الأنهار والعيون عندهم، وتحريفهم اسم نفتوهيم السامي إله الشمس الأعظم والقوة والجمال ورمز الوجود والخير، ورب النيل الأكبر إلى نبتوم إله المياه.

وكان تأسيس "كتهوار"سنة ٢٣٠٠ قبل الميلاد، أسسها النفتوهيم الفارين من مصر لجوار إخوانهم بمدينة "القسطلية" اتقاء غزوة وسلطان الرعاة (الهيكسوس)، وأسسوا بلداناَ بأسماء مدائنهم المفقودة للذكرى والعبرة. و"كتهوار" من أشهر مدنهم التاريخية، وترجمها (دي أكلام) من اللغة المصرية (كتر): المبعدون، (هوار): مدينة هوار: المبعدون من مدينة هوار. و"نفطة" ماخوذة من فتاه: ظرف مكاني معناه: معبد، أو دار، وحرف علة أيضاً من الكلمة المصرية: ها ... كا .. فا .. ، فتكون "نفطة": دار، أو معبد الشمس.

وقربت (١) "كتهوار" بعد خمسة قرون من تأسيسها، وظهرت في مكانها مدينة "أقارسل نبت"، وهي التي أدركت الفتح الروماني، وذكرها (ابتولومي) سنة ١٤١، و (ينجور) ٣٩٣ ميلادية بحروف كبيرة، مما يدل على مكانتها، وهي التي ولد بها الفيلسوف الديني الايتوس) القبطي الشهيد الذي قتله الوندال، وكتب حياته ودرسها كل من (فيكتوردي فيت)، و (فيكتور دي تونان) في رسالتين، وإلى اليوم تحيي الكنيسة الكاثوليكية ذكره، واكتشف مكانها وضبطه الرحالة (دفوري) سنة ١٨٦١، وترجمها العلامة (تيسو) في الجزء الثاني من كتابه "جغرافية أفريقيا الشمالية" من اللغة المصرية القديمة إلى أقار


(١) كذا في الأصل، ولعل الكلمة: (خربت).