الإسلام " بيد قوية، وساعد متين إلى عنان السماء، فأفاد المسلمين والمؤمنين.
ولقد أصابت الشبيبة النفطية المرمى والمحز، فسجلت ذكرى حي يرزق؛ ليكون ذلك أدعى لشحذ القريحة، وحفز الهمة، وراحة الضمير، وذلك أدعى لنُجح العمل، نظير ما هو متوافر لدى الأمم الحية الناهضة التي تقدر أعمال بنيها البررة، فتخلد أسماءهم وذكرياتهم بما تقيمه من معالمهم ومنشآت.
وأين هذا مما اعتادته بعض الأوساط التونسية، التي لا تقدر العاملين من أبنائها متى كانوا بقيد الحياة، ولا تساعدهم على سلوك العمل الذي يرتضونه لفائدة وطنهم، حتى إذا ما أدركوا الموت، حزنوا وتحسروا، وإن وجد من أصدقائهم أوفياء، قاموا بمآتم الذكريات يحيونها، ثم يندمون على ما فرطوا في جانب النبغاء، ولات حين مندم!.
وإذا كانت الشبيبة قد خطر لها هذا الخاطر، أو لم يخطر حين فكرت في إنشاء جمعيتها الفتية، فإن المرجو منها، والمؤمل أن تكون عند حسن الظن بها، وأن تجعل من ذلك العالم العامل الجليل قدوة في مستقبل عملها؛ لتضيف إلى فخرها فخراً، ومجدها أمجاداً.