"وها أنا أختار واحداً من أولئك الأفذاذ النبغاء، الذين أنجبتهم هذه التربة الولود، رجل جمع إلى الذكاء والجد والحصافة والنبوغ، صفاتِ الشهامة والبطولة والإخلاص الوطني".
وقد حييته بأبيات من ديواني "تونسيات" إثر إهدائه كتابه "محمد الخضر حسين شيخ الأزهر السابق"، فقلت:
يا (أبا القاسم) يا أوفى أخٍ ... فاض آداباً وأرسى الخُلقا
لك كفٌّ أبدعت في قلمٍ ... سطَّر الفصحى وأحيا الرمقا
قد أضاء الدرب من إشعاعه ... فإذا الإشعاع طال الأفقا
خفقت ألوية الفكر له ... فغدت تونس تحكي المشرقا
* محمد الخضر حسين -عالم فذ، ومجاهد من الرعيل الأول":
من كتاب "من الفكر والقلب" للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي اخترنا هذا المقال.
وفضيلة الدكتور البوطي أحدُ الذين تلقوا العلم عن الإمام في الأزهر، وهو في مقاله هذا يضرب المثل السامي على وفاء المتعلم للمعلم، ويؤكد على رابطة الشرف والطهارة بين التلميذ وأستاذه.
إن زيارة الدكتور البوطي للإمام في داره في أيامه الأخيرة، صفة من صفات العالم الفاضل الذي يذكر أهل الفضل، ولا ينسى أساتيذه الذين كانوا هداة طريقه، ومنارات حياته.
وعندما قرأت ما كتبه في آخر المقال: "ولا أزال أذكر يوم عدته في السنة الماضية في بيته في القاهرة، رأيته جالساً على مقعد إلى جانب مكتبه، وقد ذوى