للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو مصرياً، إن المكان لا يعني شيئاً بالنسبة له، فقد كان فوق النظريات الإقليمية، والدعوات الفاسدة. كان مسلماً حقاً، ومؤمنًا حقاً، وعالم الإِسلام هو عالمه الذي عاش فيه ومن أجله.

وأروي في خاتمة المقدمة أبياتاً من شعر الإمام في ديوانه "خواطر الحية" يقول فيها:

تسائلني هل في صحابك شاعر؟ ... إذا متُّ قال الشعر وهو حزين

فقلت لها: لا همَّ لي بعد موتتي ... سوى أن أرى أخراي كيف تكون

وإن أحظ بالرحمى فمالي من هوى ... سواها وأهواء النفوس شجون

وإن شئت تأبيني فدعوة ساجد ... لها بين أحناء الضلوع حنين

وما كتابنا هذا كيل مديح للإمام، والمديح والاطراء لا يقدم أو يؤخر عند ربه، ومرمانا أن ينهج سيرته مجاهد مؤمن، فيدعو للإمام في سجوده دعوة صالحة. فيكون هذا الكتاب دعوة ساجد لله يبثها من حنين يملأ أحناء الضلوع أن يجعله مع الصديقين والشهداء والأبرار والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

والحمد لله رب العالمين

علي الرّضا الحسيني

ربيع الأول ١٤١٣ هـ / أيلول ١٩٢٢ م