للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في القصر الملكي؛ مما جعله يتقلد المناصب، ويحظى بتقدير ذوي الشأن بصفة ظاهرة، كما منح الجنسية المصرية (١)، التي هي مفتاح الدخول إلى سلك الوظائف العمومية.

* تفسير مواقفه:

وفي الواقع، فإن الشيخ الخضر لم يكن مدفوعاً للرد على علي عبد الرازق وطه حسين بدوافع شخصية بقدر ما كان مدفوعاً بعقائده الدينية والأدبية؛ فقد رأيناه من قبل نشأ في بيئة علمية واجتماعية وسياسية تؤمن بالخلافة كرابطة للمسلمين، وكمبدأ من مبادئ الإسلام في الحكم؛ كما رأيناه بعد هجرته من تونس يكون في خدمة هذه الخلافة، رغم ما كان يعتريها من الفساد في الحكم، والانحراف عن الدين؛ كما ذكر ذلك الشيخ نفسه في بعض قصائده (٢).

وعلى ذلك، فإنه لا يمكن أن نصف ردوده على طه حسين، وعلى علي عبد الرازق إلا بأنها ردود عقائدية.

والحق أن الشيخ الخضر كان في ردوده عليهما أكثر اعتدالاً، وأقرب إلى المنهج العلمي من أي كاتب آخر تصدى للرد عليهما.

وإذا كان قد استفاد من عمله هذا فوائد خاصة، فإنه لم ينل شيئاً أكثر من علمه، أو فوق ما يستحق.


(١) لم نعثر حتى الآن على التاريخ الرسمي لحصوله عليها. لكن صاحب مجلة "العالم الأدبي" نشر خبراً عنها في عدد (٥/ ٩/ ١٩٣٢) يفيد حصوله عليها في نفس السنة. ويبدو لي أنه حصل عليها قبل هذا التاريخ بسنوات.
(٢) "الديوان" (ص ٦١).