فبورك في كل من سعى إلى هذا التكريم، وخاصة أن الأستاذ علي الرضا الحسيني يستحق منا جميعاً كل التقدير والإجلال؛ فقد قضى سبعاً وثلاثين سنة في البحث والجمع والتحقيق، وطبع تراث عمه الإمام محمد الخضر حسين؛ حيث نشر أعماله الكاملة، ومنها: روائع مجلة "الهداية الإسلامية" التي عاش معها، وراجعها مدة خمسة وعشرين عاماً لقطف ثمارها. وكذا الأعمال الكاملة لوالده العلامة زين العابدين بن الحسين، وعمه اللغوي محمد المكي ابن الحسين، وخال والده النابغة محمد المكي بن عزّوز، والآخرين من السادة الفضلاء أهل التقوى والصلاح.
فقد نشر الأستاذ علي الرضا الحسيني أكثر من ستين كتاباً بين تحقيق وبحث، وإنتاج وإبداع شعري؛ تقديراً لجهود هؤلاء المصابيح الأعلام، وإثراء للخزانة العربية. والغاية من هذا الجهد الكبير، لا يهدف منه الترويج لاسم العائلة، بل تقريب أعمال هذه النجوم الساطعة إلى القارئ، والتسهيل على الدارس، وحفظ الآثار في كتاب، بدلاً من ضياعها متناثرة في الصحف والمجلات الدورية. وكيف لا؟! والأستاذ علي الرضا الحسيني من أسرة خَدمت، وعُرفت بخدمة العلم ونشره، وبالزهد والتقوى، وينسب فرعها إلى الدوحة النبوية الشريفة، فجَدُّ والده من جانب الأب هو الشيخ علي بن عمر مؤسس زاوية (طولقة) العريقة، والتي تُعد من القلاع العلمية في الجزائر، التي حافظت على لغة القرآن الكريم منذ تأسيسها؛ عن طريق نشر العلم الصحيح، والتربية، ومساعدة الفقراء والمساكين، وتعليمهم بالمجان، ولا تزال تواصل رسالتها الاجتماعية إلى يوم الناس هذا تحت إشراف فضيلة الشيخ عبد القادر عثماني -حفظه الله-.