"بِسِكْرَةُ" يا أُمَّ الكِرامِ تحيةً ... وقُبْلةَ شُكْرٍ في جبينكِ مِنْ (علي)
قبل "نفطة" نحن نقول: إن أصوله جزائرية من مدينة "طولقة"، والده التقي الشيخ الحسين ابن شيخ الزاوية سيدي علي بن عمر. ووالدته السيدة حليمة السعدية بنت سيدي مصطفى بن عزوز ابن الشيخ محمد بن عزوز في (برج ابن عزوز).
انتقلت العائلة من جنوبي الجزائر - في الواقع لم يكن هناك حدود، ولم يكونوا يعرفون الحدود بين تونس والجزائر.
وكان سبب انتقال الشيخ ابن عزوز سبباً نضالياً، وهو أن يجعل الزاوية في "نفطة" مكان راحة للمجاهدين الجزائريين -بالإضافة إلى دورها الأول في التوجيه الديني-، هذه الحقيقة غابت عن كثير من المؤرخين، ولكن لدي من الوثائق ما يؤكد هذه الحقيقة.
استقر في "نفطة"، وأقبل عليها طلاب العلم من كل حدب وصوب، وخاصة من الجزائر، ثم من بعد، انتقلت العائلة إلى تونس؛ لظروف خاصة؛ فقد توفي الشيخ مصطفى بن عزوز -رحمه الله- وانتقل الشيخ الحسين إلى مدينة تونس، وأسس هناك زاوية، واستولد هؤلاء العظماء من الشيوخ: الشيخ سيدي محمد الخضر حسين، وسيدي الوالد زين العابدين، والشيخ محمد المكي بن الحسين من رجال العلم، ومن المختصين في اللغة العربية. والمشهود له بذلك، وطبعت كل آثارهم والحمد لله، إلى جانب مهنة المحاماة، مهنةُ المحاماة بالذات قاسية، فكنت أستقطع من الوقت ساعات حتى استطعت أن أجمع هذا التراث خلال أربعين سنة، والحمد لله على هذا.