للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن إقامته في الجزائر هي أكثر من إقامته في تونس.

الأستاذ صيد: أي بعد هجرته من الجزائر لم ينقطع عنها؟

الأستاذ الحسيني: يقضي في الجزائر الأشهر الطوال، وهو يدعو إلى الطريقة، ويصلح بين الناس، ويبث العلم والفضيلة. ولد -كما قلنا- في مدينة "طولقة" بالجنوب الجزائري في بلاد الزاب، والدُه الولي الصالح الصادق الشيخ علي بن عمر صاحب الزاوية المشهورة، وفي رحاب تلك الزاوية - التي يتردد فيها ذكر الله ليلاً ونهاراً -كانت ولادته، وفيها تعلم القرآن الكريم، وأخذ عن كبار الشيوخ والعلماء، وخاصة علامة عصره الشيخ محمد المدني بن عزوز، أخذ عنه علوم التوحيد، والفقه، واللغة، والأدب. وفي ذاك البيت الطاهر نشأته، وتدرّجه ومعيشته التي يحيط بها الإيمان من كل جانب.

انتقل إلى مدينة "نفطة" عام ١٢٥٩ هـ برفقة شيخه مصطفى بن عزوز، واعتنى الشيخ عناية فائقة به، وأسكنه إلى جواره، واعتمد عليه في بناء الزاوية وعمرانها، وأدى فريضة الحج معه، واتخذه صاحباً ومعاوناً ورفيقاً في السفر والإقامة، ومبعوثاً له إلى كافة المريدين والمحبين في أنحاء البلاد، يظهر ذلك ملياً من رسائل الشيخ مصطفى بن عزوز إلى الشيخ الحسين، كان يراسله في أية ولاية جزائرية.

أعطيك فكرة عن هذا الرسائل: من الرسائل المخطوطة للشيخ مصطفى أبن عزوز - التي بعث بها إلى أهل "سوف" في الجزائر - يتحدث فيها عن أخلاق الشيخ الحسين، ومدى محبته واحترامه له: "الحمد لله. وصلى الله على سيدنا محمد كثيراً كثيراً. من محبكم في الله خديم الخلق مصطفى بن