الفرنسي، نفس التوجه الذي كان قائماً في الجزائر انتقل إلى تونس، وبالذات إلى مدينة "نفطة".
ومنذ البداية فقد اهتممت بدراسة شخصية الشيخ محمد الخضر حسين؛ لأنه علم بارز من أعلام الإسلام في العصر الحديث، شارك مشاركة فعالة في الحركة الفكرية، سواء في المغرب، أو في المشرق العربيين، وارتبط اسمه بأسماء عدد كبير من رجالات الدين الذين قاموا بدور هام في ميادين مختلفة دينية ولغوية وأدبية وسياسية.
وفي كتابي "محمد الخضر حسين حياته وآثاره" أوضحت أن المرحلة الأولى من حياته التي قضاها في تونس -منذ ولادته وطفولته، إلى تعلمه ثم تعليمه-، وهي فترة يمكن تسميتها بفترة (التعلم والتكوين)، وتمتد من سنة ١٨٧٣ سنة ولادته إلى سنة ١٩١٢ م، وهي السنة التي غادر فيها البلاد التونسية نهائياً إلى الشرق، ونميز فيها:
- حياته بنفطة.
- حياته بتونس العاصمة حتى سفره إلى المشرق العربي.
ومدة إقامته في "نفطة" هي مدة الطفولة، ولها أهمية كبيرة من ناحية الوسط العائلي الذي عاش فيه، وسط علمي ثقافي ديني، هذه البيئة العائلية، عائلة ابن عزوز، وما أدراك بابن عزوز؟ فيها العلم والثقافة، إلى جانب السياسة والجهاد الوطني. هذه البيئة التي عاش فيها، وهذا الوسط العائلي الذي تُلقن فيه الأم أبناءها علوم الشريعة واللغة، وتتحدث عن الأزهر. وكما روى الشيخ نفسه، ورواها أقاربه: أن أمه السيدة حليمة السعدية بنتَ الشيخ مصطفى بن عزوز كانت تربِّت على ظهره، وهي تداعبه وتقول له: