المجتمع الألماني وعاداته وأخلاقه، كما درس علوم الكيمياء والطبيعة على يد البرفسور الألماني (هاردر) أحدِ العلماء المستشرقين الألمان. وتقول بعض المصادر: إنه كان يخطب باللغة الألمانية في بعض المناسبات.
حتى تحت أزير الرصاص، وفي الأتون المشتعل لهيباً ودماراً، والحرب بضجيجها وعجاجها تقرع الأسماع ليل نهار، لم يترك الشيخ القلم جانباً، وإنما دوّن مشاهداته في برلين، ونشرها في جريدة "المقتبس" بدمشق، الجزأين السابع والثامن من المجلد الثامن، كما طبعت في كتاب مستقل، وله شعر بديع في مناسبات عدة في ألمانيا ضمن ديوانه "خواطر الحياة".
أصدرت السلطات الفرنسية حكماً عليه بالإعدام غيابياً؛ لتحريض المغاربة على الثورة ضد المستعمر الفرنسي. كما صدر الأمر المؤرخ في ١٥ حزيران ١٩١٧ م، والذي تضمن:"حُجزت بقصد بيعها أملاكُ الأخضر ابن الحسين المدرسِ السابق في الجامع الأعظم الذي ثبت عصيانه"، ونشر الأمر في "الرائد التونسي" - النسخة الفرنسية الصادرة ٢٠/ ٦/ ١٩١٧ م.
أقول في خاتمة هذه المحاضرة المقتضبة عن المرحلة السورية في سيرة الإمام الخضر التي تستغرق مجلداً لباحث ودارس، ولعلِّي بهذه العجالة أوجزت كثيراً، وأوفيت. أقول:
- إن الإمام محمد الخضر حسين خزانة علم متنقلة في حله وترحاله.
- إن الإمام محمد الخضر حسين نبع إلهي لا يغور ماؤه، ولا ينضب عطاؤه.
- إن الإمام محمد الخضر حسين -كما قال فيه الأستاذ محمد مواعدة-: هو رجال في رجل.