ويلحظ القارئ ذلك من خلال الألفاظ والمصطلحات المستعملة من جهة، وما يصل إليه من فهم لدلالات الآيات من جهة أخرى.
وقيمة هذا المنهج تبدو في سعي صاحبه إلى أن يجعل أحكام القرآن ومعانيه مستجيبة لمتطلبات العصر وتطوره، مؤمناً بأن القرآن الكريم هو أهم دستور يضمن للأمة السلامة، ويخرج بها من بوتقة التخلف لمعالجة أهم المعضلات.
وقد تبين لي أن الخضر حسين عَلَمٌ من أعلام التفسير الإسلامي، ساهم بشكل كبير في إثراء المكتبة العربية الإسلامية بكتاباته في التأليف، والمقالات في المجلات والصحف، والقاء المحاضرات، كما كان له الدور الريادي في كشف معاني القرآن الكريم من خلال تفسيره، ودعوته إلى التمسك بأحكامه وتشريعاته، وجعلها مسايرة لمتطلبات العصر وضرورات التقدم. كل ذلك كان باعتدال يعكس قوة شخصيته، وهدوء طبعه، وغزارة علمه، وسعة اطلاعه.
ولا يسعنا -في خاتمة هذا العمل- إلا أن نقترح على المهتمين بالحقل المعرفي جمعَ ما كتبه الشيخ محمد الخضر حسين في التفسير، ونشره مستقلاً عن تآليفه الأخرى، وتحقيقه.
وعلى المشرفين على وضع البرامج إدراجُ دراسة تفسيره في برامج المعاهد والجامعات الإسلامية في فصل من الفصول تحت عنوان مادة "التفسير في العصر الحديث".
كما أدعو المختصين من أهل الفكر والثقافة، والمهتمين بتفسير القرآن إلى مواصلة بناء مشروعه التفسيري الذي رسم معالمه، وبيّن أسسه. على نحو