حكي: أنه أتى إلى مجلس أبي جعفر النحاس في مسجد بمصر، فوجده يشرح شعر قيس بن الملوّح (مجنون ليلى)، ومن جملته أبيات قال فيها:
قد اسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوقة باتت وبات قرينها
فقال له منذر: وماذا باتا يفعلان؟ فقال له أبو جعفر: وماذا تقول أنت يا أندلسي؟ فقال له: بانت وبان قرينها، فسكت أبو جعفر.
ومن الأدباء العلماء: يحيى بن يحيى الليثي: كان يقول الشعر المجيد، ويفهم لطائفه؛ فقد حكى في تاريخه: أنه سمع أبياتاً من الشعر، فاستلطفها، وكتبها على ظاهر كفه. قال حاكي القصة: فرأيته يكبر في الصلاة على جنازة، والأبيات على ظاهر كفه.
ومن أدباء العلماء: أبو الوليد الباجي، فقد أخذ علم الشريعة والفلسفة من الشرق، وكان يقول الشعر الجيد.
ومن شعره:
إذا كنت أعلم علم اليقين ... بأن حياتي جميعاً كساعةْ
فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأصرفها في صلاح وطاعةْ
ومن أدباء العلماء: القاضي أحمد بن محمد الأرّجاني؛ فإنه كان عالماً كبيراً، وشاعراً مطبوعاً، ولذلك قال:
أنا أفقه الشعراء غير مدافع ... في العصر لا بل أشعر الفقهاء
ومن شعره: قوله في التحريض على الشورى:
اقرن برأيك رأي غيرك واستشر ... فالحق لا يخفى على الاثنين