للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من طلاب الحوائج.

وكان مديد القامة، نحيف الجسم، وقال ابن الأثير في نعته: "كان فصيحاً لسناً، شاعراً عالماً حليماً حازماً، ولا يكل الأمور إلى غيره، شجاعاً مقداماً، بعيد الغور، شديد الحذر، سخياً جواداً، وكان يقاس بالمنصور في حزمه وشدته وضبط المملكة".

ومن بديع شعره قوله متشوقاً إلى وطنه:

أيها الراكب الميمِّم أرضي ... أقر مني بعض السلام لبعض

إن جسمي كما تراه بأرض ... وفؤادي ومالكيه بأرض

قدَّر البين بيننا فافترقنا ... وطوى البين عن جفوني غمضي

قد قضى الدهر بالفراق علينا ... فعسى باجتماعنا سوف يقضي

وقال في هذا الغرض:

تناءت لنا وسط الرصافة نخلة ... تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل

فقلت شبيهي في التغرب والنوى ... وطول التنائي عن بنيَّ وعن أهلي

نشأت بأرض أنت فيه غريبة ... فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي

وفي أيامه دخل الأندلس عالمان جليلان كانا قد رحلا من الأندلس إلى الشرق بعد دخوله:

أحدهما: الغازي بن قيس، دخل الأندلس بموطأ مالك بن أنس، وبقراءة نافع بن أبي نعيم، فكان عبد الرحمن يكرمه، ويواليه بالصلة في منزله.

ثانيهما: أبو موسى الهواري، جاء الأندلس، وكان قد جمع العلوم