ومنها تفسيره المسمى بالمختزن، قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "القواصم والعواصم": وانتدب الأضعري إلى كتاب الله، فشرحه في خمس مئة مجلد، وسماه بالمختزن، ومنه أخذ الناس كتبهم، ومنه أخذ عبد الجبار الهمداني كتابه في تفسير القرآن الذي يسمى بالمحيط في مئة سفر، ثم ذكر ابن العربي: أن الصاحب بن عباد بذل عشرة آلاف دينار لخازن الكتب في بغداد، فألقى النار في الخزانة، فاحترقت الكتب، واحترق من بينها "المختزن"، ولم تكن منه إلا نسخة واحدة، فنفدت من أيدي الناس. وكان الصاحب بن عباد على مذهب المعتزلة، ولأبيه عباد بن عباس كتاب في أحكام القرآن ينصر فيه مذهب الاعتزال.
وليس بين أيدينا من مؤلفات أبي الحسن غير كتاب "الإبانة"، وهو كتاب قرر فيه عقيدة السلف، ورد على ما يخالفها من آراء اعتزالية، ومنه يقف القارئ على طريقة الشيخ في الرد على مخالفيه، ويعرف كيف كان يجمع في الاستدلال بين السمع والعقل.
* وفاته:
توفي أبو الحسن - رحمه الله تعالى -، في بغداد سنة أربع وعشرين وثلاث مئة.
قال أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي: لما قرب أجل أبي الحسن الأضعري، دعاني، فأتيته، فقال: اشهد على أني لا أكفّر أحداً من أهل هذه القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف عبارات. ومات في حجر أبي علي هذا، وكانوا يصفونه عند النداء لجنازته بناصر الدين، ودفن في تربة بين الكرخ وباب البصرة.