وقد ينساق أبو الحسن الأشعري في مجادلة الخصوم إلى آراء لا تمس أصول العقائد، ولا ترجع إلى صريح القرآن أو السنّة، وأكثرُ ما يخالفه فيه بعض علماء السنّة الذين يجلونه؛ كإمام الحرمين وغيره من الراسخين في العلم، عائد إلى هذا القبيل.
أنكر بعض أهل العلم على الإمام الرازي مناقشته للأشعري في بعض مؤلفاته فقال ابن السبكي: والإمام الرازي لا ينكر عظمة الأشعري، كيف وهو على طريقته يمشي، وبقوله يأخذ؟! ولكن لم تبرح الأئمة يعترض متأخرها على متقدمها، ولا يشينه ذلك، بل يزينه.
ومن معاصري الأشعري: محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي المتوفى سنة ٣٣٣، وهو من أئمة أهل الحق، وبينه وبين الأشعري خلاف في مسائل يعذر كل منهما صاحبه في الاجتهاد فيها، ولا يراه حائداً بها عن مذهب أهل السنّة.
* مؤلفاته:
لأبي الحسن مؤلفات كثيرة، حتى قيل: إنها تزيد على مئتي مصنف، من هذه المؤلفات كتاب "الفصول" في الرد على الخارجين على الملّة من الملحدين والفلاسفة والطبيعيين، والدهريين، وأهل التشبيه والقائلين بقدم الدهر، على اختلاف مقالاتهم وأنواع مذاهبهم، ثم رد على البراهمة، واليهود والنصارى والمجوس، وهو كتاب كبير يشتمل على اثني عشر كتاباً.
ومنه كتاب "الموجز"، وهو يشتمل على اثني عشر كتاباً على حسب تنوع مقالات المخالفين من الخارجين عن الملة والداخلين فيها، وآخره كتاب الإمامة.