فجاءت مجيء الصبح والصبح واضح ... وسارت مسير الشمس والشمس في السعد
سللن سيوف الحق في موطن الهدى ... فغادرن صدعى الملحدين بلا لحد
وأيدن دين الله في أفق العلا ... بلا منصل عضب ولا فرس نهَد
وأمضين حكم النقل والعقل فاحتوى ... كلام إمام الحق مجداً على مجد
* أنصاره:
قلنا فيما سلف: إن الأشعري لم يبتدع مذهباً جديداً، وإنما هو مقرر لمذهب السلف المبني على الوقوف عند نصوص الكتاب والسنّة، وترك تأويلها حيث لم يعارضها قاطع من معقول أو محسوس، فمزية الأشعري أنه بسط البحث والمناضلة عنها بالحجج النظرية؛ أي: على طريقة علم الكلام، وهي الطريقة التي مكَّنته من الظهور على من يدرسون أو يدَّعون الفلسفة، ويتعلقون في الجدال عن مذاهبهم بشيء من آرائها، ولأخذه بظاهر الكتاب والسنّة، وتصديه لمدافعة كل فرقة شاذة أو ضالة بمثل سلاحها، فكان لمؤلفاته الوقع الحسن في نفوس أكثر أهل العلم من أتباع الأئمة.
قال القاضي عياض في كتاب "المدارك": "فلما كثرت تآليفه، وانتفع بقوله، وظهر لأهل الحديث والفقه ذبه عن السنن والدين، تعلق بكتبه أهل السنّة، وأخذوا عنه، ودرسوا عليه، وتفقهوا في طريقه، وكثر طلبته وأتباعه لتعلم تلك الطرق في الذَّبِّ عن السنّة، وبسط الحجج والأدلة في نصر الملة".