وعمره خمس عشرة سنة، واستولى على العراق والجزيرة، وهو أول من خوطب بالملك في الإِسلام، وكان شهمًا حازماً متيقظًا، محبًا لأهل الفضل، وقصده فحول الشعراء ومدحوه بأحسن المدائح، ومن هؤلاء الشعراء المتنبي، ومما قال فيه:
ومن أَعتاضُ عنك إذا افترقنا ... وكل الناس زور ما خلاكا
ومنهم محمد بن عبد الله السلامي، وهو الذي يقول فيه:
وبشرف آمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر
ومن عظماء شباب الملوك في الشام أو مصر: أبو الفتح غازي بن السلطان صلاح الدين المعروف بالملك الظاهر، فقد سلم إليه والده مملكة حلب وسنه أربع عشرة سنة، وكان ملكاً حازماً عالي الهمة، حسن السياسة، كثير الاطلاع على حال الرعية وأخبار الملوك، باسطاً للعدل، مجّلاً للعلماء، مجيزاً للشعراء، ورثاه راجح بن إسماعيل الحلبي بقصيدة بديعة يقول في طالعها:
سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه ... بمن علقت أنيابه ومخالبه