للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شباب ملوك مصر: خمارويه بن أحمد بن طولون؛ فقد تولى ملك مصر وهو ابن عشرين سنة، وكان هذا الملك يمثل الثبات ومقارعة الخطوب؛ فقد أصابه في أوائل ولايته ما يكسر العزم، ولكنه ما زال ينهض حتى ثبت لقتال الخارجين عن طاعته، ووصل أصحابه إلى "سر من رأى" بالعراق، وعظم أمره، واستولت الهيبة منه على القلوب. وإذا نزل بقدره شيء، فهو أنه كان ينفق الأموال الطائلة في الملاهي والزينة. كما فعل في تجهيز ابنته "قطر الندى".

وممن يذكر في هذا القبيل: علي بن الحاكم العبيدي، الملقب بالظاهر، فقد تولى ملك مصر وعمره ست عشرة سنة، وكان على خصال حميدة من نحو: السخاء والحلم والتواضع، والعدل في الرعية، والنظر في إصلاح البلاد، وكان لا يدّعي ما كان يدّعيه والده وجدّه من المزاعم، وله كتاب يتبرأ فيه من الغلاة فيه، وفي آبائه.

ومن هؤلاء العظماء: المظفّر موسى بن الملك العادل، فقد ملكه والده مدينة "الرها" وهو في سن العشرين، واتسع ملكه بعد، وكان سلطاناً واسع الصدر، كريم الأخلاق، ويقول المؤرخون: إنه أحسن إلى الناس إحساناً لم يعهدوه ممن كان قبله، فكان محبوباً إلى الناس، مؤيداً في الحروب، ومن شعرائه أبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن النبيه، ويعجبني من مديحه له قوله:

قام بالدنيا وبالأخرى معاً ... فهي ضرات به قد رضيت

حسن الظاهر للناس وللـ ... ـه منه حسنات خفيت

ومن عظماء شباب الملوك في تونس: أحمد بن محمد بن الأغلب،