للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعراضها؛ كالصرع، وإما من أسبابها؛ كقولهم: مرض سوداوي، وإما من التشبيه؛ كقولهم: داء الأسد (١)، وداء الفيل (٢)، وإما منسوباً إلى أول من يذكر أنه عرض له؛ كقولهم: قرحة طيلانية منسوبة إلى رجل يقال له: طيلانس، وإما منسوباً إلى بلدة يكثر حدوثه فيها؛ كقولهم: القروح البلخية، وإما منسوباً إلى من كان مشهوراً بالإنجاح في معالجتها؛ كالقرحة السيروتية، وإما من جواهرها وذواتها؛ كالحمى، والورم.

وتجدد لذلك العهد أسماء عربية لأدوات طبية؛ كأسماء آلات الكي والجراحة التي ذكرها أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (٣) في كتابه المسمى: "التصريف" (٤)؛ فإنه رسم في هذا الكتاب صور الآلات، وذكر لكثير منها أسماء مناسبة؛ نحو: المكواة، والزيتونية، والمنشارية، والهلالية والمسارية.

ودخل في مصطلحاتهم كلمات مولدة؛ ككلمة "بحران" للتغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأمراض الحادة، وكلمة "تفسرة" لماء المريض المستدل به على علته، يقال: أرسل فلان تفسرته إلى الطبيب، ونظر الطبيب


(١) الجذام لأن وجه المبتلى به ليشبه وجه الأسد في كراهة منظره.
(٢) زيادة في القدم والساق، وسمي داء الفيل؛ لأن رجل المريض به تشبه رجل الفيل، ومن هذا القبيل اسم السرطان فإنه في الأصل اسم لدابة نهرية، وسمي به الداء المعروف؛ لأنه اذا كبر، ظهر عليه عروق حمر وخضر تشبه أرجل الدابة التي تسمي: السرطان.
(٣) ذكره ابن حزم في رسالة أودعها مؤلفات الأندلسيين، وقال: قد أدركته. وابن حزم توفي سنة ٣٩٩ هـ.
(٤) طبع بالعربية واللاتينية في اكسفورد، وتوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية.