للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك عن العرب.

فإن لم يكن للجمع واحد من لفظه؛ نحو: خلابيس (١)، وعبابيد، وشماطيط، وأبابيل (٢)، نسب إليه على لفظه، فيقال: عبابيديّ، وشماطيطيّ، وأبابيليّ، من غير خلاف، ويلحق بهذا النوع اسم الجمع؛ نحو: قوم ورهط ونفر ونسوة، فينسب إليه على لفظه، ويقال: قومي، ورهطي، ونفري، ونِسْوي.

ويجري هذا الحكم فيما جاء على بناء الجمع ومعناه واحد معين؛ نحو: أنمار وكلاب ومعافر وضباب - أسماء رجال -، فيقال: أنماريّ، ومعافريّ، وضبابي.

ومما يجري مجرى الأسماء الموضوعة لواحد في النسبة إليها على لفظها: أبنيةُ جموع يغلب استعمالها في طائفة مخصوصة؛ كالأنصار، غلب استعماله في أنصار النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأوس والخزرج، وهو في الأصل جمع ناصر، أو نصير، فيقال في النسبة إليه: أنصاريّ، وكالأبناء، غلب استعماله على قبائل من بني سعد بن مناة من تميم، أو على قوم من الفرس ارتهنهم العرب، أو على أبناء فارس الذين أرسلهم كسرى مع سيف بن ذي يزن لما استنجده على الحبشة، فيقال في النسبة إليه: أبناوي، قال ابن مالك في "التسهيل": "وحكم اسم الجمع والجمعِ الغالب حكمُ الواحد".


(١) الشيء الذي لا نظام له، ولم يعرف البصريون له واحداً، وقال البغداديون، خلبيس، وليس بثبت - "المزهر".
(٢) العبابيد: الفرق من الناس، والشماطيط: القطع من الخيل، والأبابيل: الفرقة. وهذا مذهب الأصمعي وبعض علماء اللغة، وذكر لها بعضهم آحادا".