للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهمله علماء البيان، فلا تراهم يذكرون في كتبهم الدواعي إلى النسب، كما ذكروا الدواعي إلى الإضافة وما شاكلها.

هذا أساس مذهب النحويين من البصريين، ولم يختلفوا في أن الجمع الذي له واحد من لفظه مناسب له في القياس؛ نحو: مدارس، وأسواق، وصحف، لا ينسب إليه على لفظه، وإنما ينسب إليه بلفظ الواحد، فيقال: مدرسيّ، وسوقيّ، وصحفيّ.

ومن الخطأ عندهم قول بعض الناس في وصف بعض الصحف: "أخلاقيّة"، وفيمن يتوسلون بالموتى: "قبوريّون"، وفيما يختص بالكواكب: "كواكبيّ"، أو الجبال: "جباليّ". والصواب خلقيّة، وقبريّون، وكوكبيّ، وجبليّ.

فإن كان للجمع واحد من لفظه، ولكن هذا الواحد غير مناسب له في القياس؛ كمحاسن جمع حسن، وملامح جمع لمحة، ومشابه جمع شبهة، ولواقح جمع ملقحة (١)، وطوائح (٢) جمع لمطيحة. فهذا موضع خلاف بينهم.

فألحقه فريق بالجمع الوارد على القياس، فجعلوا النسبة إليه بلفظ الواحد، وهذا ما اختاره ابن مالك في كتاب "التسهيل"، فقال: "وذو الواحد الشاذ كذي الواحد القياسيّ".

وذهب آخرون، منهم ابن الصائغ، إلى أنه ينسب إليه بلفظه، فيقال: محاسنيّ، وملامحي، ومشابهي، ولواقحي، وطوائحي، وهذا ما رواه سيبويه عن أبي زيد، وذكر أبو حيان في كتاب "الارتشاف": أن أبا زيد صرح بنقل


(١) يقال: ألقحت الرياح الشجر، فهي لواقح.
(٢) يقال: طوّحته الطوائح؛ أي: قذفته القذائف، ولا يقال: المطوّحات.