"فإن قيل: إن بناء هذه الأمثلة للتكثير بالجمل على بناء الفعل للتكثير (١)، وذلك الفعل غير مقيس، فأولى أن يكون اسم الفاعل غير مقيس، قلنا: لا نسلم أنه غير مقيس، بل هو مقيس؛ لكثرة مجيئه".
ووجدنا في علماء الصرف من يذكر صيغة فعّال بوجه خاص، ويجعلها أصلاً مطرداً، ولم يخص هذه الأصالة والاطراد بالفعل المتعدي.
قال في "روح الشروح على المقصود": "ووزن فَعَّال - بالفتح - أصل مطرد، ولذا يثنى ويجمع، ويذكر ويؤنث على القياس المشهور"، وظاهر إطلاق هذه العبارة: أن فعالاً مطرد في اللازم اطراده في المتعدي.
ثم ألقينا بعد هذا نظرة على بعض كتب اللغة، فألفينا العرب قد صاغوا من اللازم ألفاظاً كثيرة في وزن فعّال، وإليك طائفة جاءت من الأفعال اللازمة في هذا الوزن:
١ - (الأطّاط) في "القاموس": أطَّ: صوّت، والأَطَّاط: الصيَّاح.
٢ - (الأفّاك) في "القاموس": فهو أفّاك، وأَفيك، وأَفوك.
٣ - (الألاّق) في "القاموس": ألق البرق يألق إِلاق؛ ككتاب: كَذَب، فهو ألاق.
٤ - (الأوّاب) في "اللسان": الأوّاب: التائب.
٥ - (البخّال) في "القاموس": رجل بَخيل، وبَخال؛ كسحاب، وشدّاد.
٦ - (البرّاق) في "لسان العرب": وفي صفة أبي إدريس: دخلت مسجد
(١) بناء الفعل للتكثير: أن يؤتي به على وزن فَعَّل؛ نحو: طوّف وجوّل وعبّس وموّت وجرّح، مبالغة في طاف وجال وعبس ومات وجرح،