بيانه أهم لهم، وهم ببيانه أعنى، وإن كانا جميعاً يهمانهم ويعنيانهم".
ونجده تناول شيئاً من دواعي الحذف، وهو الاستغناء عن المحذوف بعلم المخاطب، وبما يرى من شواهد الأحوال، وأقام له الشاهد من القرآن والحديث، وقول قيس بن الخطيم:
نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف
وقول ضابئ البرجمي:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيّارٌ بها لغريبُ
وعرج في مواضع من كتابه على المجاز، ولكنه يسميه بسعة الكلام، أورد قول الخنساء:
ترتع ما رتعت حتى إذا ادَّكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار
ثم قال: "فجعلها الإقبال والإدبار مجاز على سعة الكلام؛ كقولك:"نهارك صائم، وليلك قائم"، ومثل ذلك قول الشاعر متمم بن نويرة:
لعمري ما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع مما أصاب فأوجعا
وتحدث سيبويه عن مجاز الحذف إذ قال في قولهم:"هذه تميم، وهذه سلول": إنما تريد: هذه بنو تميم، وهذه بنو سلول، غير أنك حذفت المضاف تخفيفًا، كما قال -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢] وقولهم: "ويطؤهم الطريق"، وإنما تريد: أهل القرية، وأهل الطريق، وهذا في كلام العرب كثير".
وتناول الحديث عن التشبيه، وفرَّق بين ما اقترن بالأداة، وما لم يكن مقروناً بها، فقال: "تقول: مررت برجل أسد أبوه، إذا كنت تريد أن تجعله