للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنى رشيق، فقد يرى فيه المؤرخ أشياء يهمه أن يتعرفها من مصادر متعددة.

وعمدت إلى ما نشر في بعض الصحف، أو احتوته بعض المذكرات، وضممت بعضه إلى بعضه، مرتباً له على حروف المعجم، ومنبهاً على المناسبة التي دعت إلى نظم القصيدة أو المقطَّعة، ثم عرضت على من اقترحوا علي جمعه، فأطلقوا عليه اسم: ديوان، ولقبوه بـ: "خواطر الحياة" (١).

ودونك ما جمعت ورتبت، فانقده بفكرك الثاقب، وميزان منطقك العادل، عسى أن تنبه على خلل في تأليف الكلام، أو عيب في تصوير المعاني، فإن فعلتَ، فما هو بأول شعر كشف النقد البريء عما انطوى عليه من هفوات، وإذا محضتك الشكر، فما أنا أول من شكر الناقد البصير على إخلاصه للأدب، وإيثاره الصراحة في الحق على كتم ما تقع فيه الأفكار أو الألسنة من عثرات، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.

محمّد الخضر حسين

"بنت عزّوز" لقد لقَّنتنا ... خشية الله وأن نرعى الذِّماما

ودرينا منك أن لا نشتري ... بمعالينا من الدنيا حُطاما

ودرينا منك أن الله لا ... يخذل العبد إذا العبدُ استقاما

ودرينا كيف لا نعنو لمن ... حارب الحق وإن سلّ الحساما

"من قصيدة للشاعر في رثاء والدته"


(١) صدرت الطبعة الأولى من الديوان بالقاهرة عام ١٣٩٩ هـ، ١٩٤٦ م، وأعيد طبعه للمرة الثانية بالقاهرة عام ١٣٧٣ هـ، ١٩٥٣ م، وعلق عليه فضيلة الأستاذ الشيخ محمد علي النجار.