للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يُجافي الْكَرى عَيْني إذا مَسَّكِ الضَّنى ... وَيَرْتاحُ ما بَيْنَ الحَنايا لِمَنْجاكِ (١)

تَمُرُّ بِنا الايَّامُ مَوْصولَةَ الْمُنى ... فَما ضَرَّنا أَلاَّ نكَونَ كَأَمْلاكِ

لَياليكِ أيَّامٌ بِمَنْزِلةِ اللِّوى ... وَمَطْلَعُ أَقْمارِ السَّماءِ بِمَأْواكِ (٢)

أَجارةُ لَوْ شاهَدْتِ كَيْفَ وَقَفْتُ في ... مَزارِكِ لكِنْ ما ظَفِرْتُ بِنَجْواكِ (٣)

إذاً لَرَأَيْتِ الحُزْنَ يَصْلَى بِنارِهِ ... حَشاً وكَأَنَّ الحُزْنَ شُدَّ بأَسْلاكِ (٤)

وعُدْتُ إلى البَيْتِ الكَئيبِ كأَنَّني ... خُلِقْتُ فَريداً لَسْتُ أَعْرِفُ إلاَّكِ

أَغَصُّ بِشَجْوٍ كُلَّما مَرَّ مَوْضعٌ ... حَلَلْتِ بهِ، والنَّفْسُ مِرْآةُ سِيماكِ (٥)

وَيبْعَثُ أَشْجاني هَديرُ حَمامةٍ ... تَنوحُ كأَنَّ الطَّيرَ في الجَوِّ تَنْعاكَ

أَجولُ بِفِكْري أَبْتَغي ليَ قُرْبَةً ... أَمُتُّ بِها عِنْدَ الدُّعاءِ بِرُحْماكِ

تَجَرَّعْتُ مُرَّ الصَّبْرِ عَلِّي أَراهُ في ... حِسابي، وعُقْبايَ السَّليمَةُ عُقْباكِ (٦)

فَطوبى لَكِ القُرْبى لَدى اللهِ مِنَّةٌ ... ونُزْلٌ كَريمٌ في مَنازِلِ نُسَّاكِ (٧)


(١) الكرى: النعاس. الضّنى: المرض والهزال، سوء الحال.
(٢) اللوى: اللواء. المأوى: كل مكان يأوي إليه شيء ليلاً أو نهاراً.
(٣) المزار: موضع الزيارة، ويقصد الشاعر: المقبرة. النجوى: السرّ.
(٤) يصلى: يشوي.
(٥) الشجو: الهم والحزن.
(٦) العقبى: جزاء الأمور.
(٧) الطوبى: الغبطة والسعادة والحسنى. المنة: الإحسان، المعروف.