للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كجهة النظر في حال الراوي، أوجهة الذوق الذي تقلب في فنون الشعر، وعرف طرز كل عصر ونزعة كل شاعر.

ونحن لا ننكر أن يكون فيما يساق للاستشهاد على تفسير القرآن شعر مختلف ينبه عليه أهل الدراية بفن الأدب من قبل، أو ينقده مؤرخ، أو أديب مطبوع من أهل هذا العصر، والذي لا يقبله الراسخون في العلم أن يطرح هذا الشعر الذي يدخل في تفسير آية أو حديث لمجرد الدقة في الموازنة بينه وبين الآية أو الحديث.

يعلم الذين يدرسون التفسير والحديث بحق: أنّ ما يستشهد به في هذين العلمين ليس بالكثير الذي لو ثبت اصطناعه، صحت دعوى أن هذا الشعر الذي ينسب إلى الجاهلية ليس منهم في شيء، فهذا تفسير "الكشاف" الذي يعد من أكثر التفاسير حملاً للشواهد اللغوية إنما يحتوي نحو ألف بيت، وفي هذه الشواهد كثير من أشعار المخضرمين؛ كحسان، ولبيد، والنابغة الجعدي، والإسلاميين؛ كرؤبة، والفرزدق، وجرير، والعجاج، وذي الرمة، وأبي تمام، وأبي الطيب، والمعري، وغيرهم.

ثم إن كثيراً من الشواهد المعزوّة للجاهلية تجدها في هذه المطولات التي يستحي المؤلف أن يقول: إنها اصطنعت لأجل أن ينتزع منها شاهد على القرآن أوالحديث، وما لم يكن من هذه المطولات تجده وارداً في قصائد أخرى يصعب ادعاء أن تكون اختلقت لأجل ما تحتوي عليه من البيت المحتاج إليه في الاستشهاد.

فلو بحث المؤلف هذه الشواهد بروية، لوجد الشعر الجاهلي -الذي يحتمل أن يكون مصطنعاً لأجل الاستشهاد على القرآن- مقداراً لو ثبت