للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إني وجدّك ما عودي بذي خور ... عند الحفاظ ولاحوضي بمهدوم

وسرد الأبيات الثمانية الواردة في الجزء الرابع (١) من كتاب "الأغاني".

تقرأ الأبيات المعزّوة إلى أبي الصلت، وأبيات إسماعيل بن يسار، فتجد الشبه بينهما في شطرين: أحدهما: قول أبي الصلت:

"من مثل كسرى وسابور الجنود له"

وقول ابن يسار:

"من مثل كسرى وسابور الجنود معا"

والمشابهة على هذا النحو قد تقع بين الشعرين اللذين يختلف قائلهما، ويسمونه: سرقة، أو استعانة، أو يجعلونه من قبيل توارد الخواطر، متى علم أن أحد الشاعرين لم يطلع على ما نظم الآخر، وليس من اللائق أن يجعل مثل هذا سبباً لإعطاء الشعر المتقدم إلى صاحب الشعر المتأخر.

وشطر أبي الصلت جاء كذلك في رواية المؤلف، أما رواية ابن قتيبة في "الشعر والشعراء"، فهي: "من مثل كسرى وباذان (٢) الجنود له".

ورواية ابن جرير في "تاريخه": "من مثل كسرى شاهنشاه الملوك له".

وقد سرد ابن هشام في "السيرة" أبيات أبي الصلت، ولم يأت فيها بهذا البيت جملة، وقال: هذا ما صح له مما روى ابن إسحاق منها. ولم يجئ هذا البيت أيضاً في رواية "الأغاني"، وهو على تسليم ثبوته لا يملك من القوة أن يخرج القصيدة من شعر أبي الصلت، ويدخلها في حساب إسماعيل بن يسار.


(١) (ص ١٢٥).
(٢) آخر من قدم اليمن من ولاة العجم.