فتوسع أهلها أقطاً وسمناً ... وحسبك من غنىً شبعٌ وريّ
لامرئ القيس؛ لأنه لا يلتئم مع حال من يطلب الملك ويقول:
ولو أنما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليلٌ من المالِ
ولكنما أسعى لمجد مؤثلٍ ... وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي
ولا ننكر مع هذا أن يمر على الثقة النقاد شيء من الشعر، فينتبه لانتحاله من يجيء من بعده، ومثال هذا قصيدة قيس بن الحدادية التي رواها أبو عمرو الشياني، وأوردها صاحب "الأغاني" في ترجمة قيس، وقال: هذه القصيدة مصنوعة، والشعر بيّن التوليد. ويخفف التبعة عن أبي عمرو: أنه روى القصيدة في سياق قصة صدرها بقوله: "وزعموا".
وصفوة المقال أن الشعر الذي يرويه أولئك الثقات النبهاء، ولم يمسه أحد منهم بنقد، فإننا نقبله على أنه شعر من نسبوه إليه إلى أن تقوم على انتحاله بيّنة.