للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما يقع في الزمن الحاضر وما يقرب منه. و {بَاشِرُوهُنَّ}: من المباشرة، وأصلها: اتصال البشرة بالبشرة، وكنى بها عن الجماع كالملامسة، والأمر للإباحة.

{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}:

ابتغوا: اطلبوا. و {مَا كَتَبَ اللَّهُ}: ما قضى به وقسمه، وأقرب ما يفسر به: الولد.

وهذا مشعر بأن النكاح شرع ليُبْتغى به النسل؛ حتى يتحقق ما يريده الله من بقاء النوع الإنساني. وإذا أضيف إلى النسل قضاء الشهوة، فلأن قضاءها قد يُبتغى للتعفّف عن الحرام، فيصح أن يدخل في معنى: {مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}.

{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}:

{الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}: أول ما يبدو من الفجر الصادق المعترض في الأفق قبل انتشاره، و {الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}: ما يمتد مع بياض الفجر من ظلمة الليل. وجاء في الروايات الصحيحة: أن قوله: {مِنَ الْفَجْرِ} تأخر نزوله عن الجمل السابقة له، في "الصحيحين" من حديث سهل بن سعد، قال: "أُنزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}، ولم ينزل: "من الفجر"، فكان رجال إذا أرادوا الصوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد: {مِنَ الْفَجْرِ}، فعلموا أنه يعني: الليل والنهار".

وورد في الصحيح عن عدي بن حاتم، قال: لما نزلت هذه الآية، عمدت إلى عقالين لي أسود وأبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، وجعلت