للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وماذا أعجل المؤلفَ عن أن يبين للناس خطأ أهل العلم في فهم البيعة والجماعة والإمام، وما باله لم ينفق ساعة من نهار في شرح ثلاثة مفردات، أو أربعة، ينكث بها الأيدي من التمسك بأحاديث يصعب عليه الطعن في صحتها، أو تحريفها عن وجه دلالتها؟

يستخف المؤلف أحيانا بما يحكيه عن أهل العلم، فلا يصوغ عبارته على قدر كلامهم، وكذلك صنع عقب تلك الجمل، فذكر أن معنى جماعة المسلمين في حديث "تلزم جماعة المسلمين وإمامتهم" عند أولئك العلماء: حكومة الخلافة الإسلامية. ولم يكن بين العلماء من يذهب إلى أن جماعة المسلمين هي حكومة الخلافة، وإنما يحملون جماعة المسلمين على معنى أهل الحل والعقد الذين بيدهم نصب أمير المؤمنين.

قال القسطلاني (١) في "شرح صحيح البخاري" (٢): "والمراد -كما قال الطبري- (٣) من الخبر: الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره، فمن نكث بيعته، خرج عن الجماعة".


= في الخطابة والبيان.
(١) أحمد بن محمد بن أبي بكر ين عبد الملك القسطلاني (٨٥١ - ٩٢٣ هـ = ١٤٤٨ - ١٥١٧ م) عالم بالحديث، ولد وتوفي بالقاهرة. من مؤلفاته "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري".
(٢) ((ج ١٠ ص ٢٢١).
(٣) محمد بن جرير بن يزيد الطبري (٢٢٤ - ٣١٠ هـ = ٨٣٩ - ٩٢٣ م) المفسر والمؤرخ والإمام. ولد في آمل طبرستان، وتوفي ببغداد، من مؤلفاته: "جامع البيان في تفسير القرآن"، و"أخبار الرسل والملوك"، ويعرف بتاريخ الطبري.