ذكر الله تعالى في صدر هذه السورة فِرَقَ من بلغتهم دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهم: المؤمنون المخلصون، المشار إليهم بقوله تعالى: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: ٢ - ٣]، والكافرون المجاهرون بالكفر، المشار إليهم بقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[البقرة: ٦]، والمنافقون، وهم الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام، المشار إليهم بقوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}[البقرة: ٨].
وبعد أن وصف الله تعالى هذه الفرق، ودل على عاقبة كل فريق منهم،
(١) ملخص درس من دروس التفسير التي كان يلقيها الإمام في دار جمعية الهداية الإسلامية بالقاهرة. وقد نشر في مجلة "الهداية الإسلامية" -الجزء الثاني عشر من المجلد الثالث عشر.