للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلي يفتون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". وقال: "كان الذين يفتون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة نفر من المهاجرين، وثلاثة من الأنصار: عمر وعثمان وعلي، وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت". (١) وقال: "كان أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عمر، وعلي، وابن مسعود (٢)، وزيد، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري (٣) ".

فقول التاريخ: إن عمر بن الخطاب كان مفتياً، يؤيد ما رواه الترمذي من أنه كان قاضياً؛ فإن القضايا التي يقصد برفعها معرفة المحق من غيره يسمّى فصلها: قضاء؛ كما يصحّ أن يسمّى: فتوى، ولم يبق سوى القضايا الناشئة عن التجاحد، وقد عرفت أنها نادرة الوقوع، فالذي يدل على أن لعمر بن الخطاب فصلَ ما كان من هذا النوع في غير حضرة الرسول - عليه السلام - حديث الترمذي، فيتوافق التاريخ والرواية في تسميته قاضياً ومفتياً.

ومما يستأنس به في هذا المقام: أنهم كانوا يعدون عمر من ذوي المكانة في القضاء، وقالوا: "قضاة هذه الأمة: عمر، وعلي، وزيد، وأبو موسى" (٤).


(١) (ج ٢ ص ١٠٩).
(٢) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي (. . . - ٣٢ هـ =. . . - ٦٥٣ م) صحابي جليل من أهل مكة، ومن السابقين إلى الإسلام. وتوفي بالمدينة المنورة، وله ٨٤٨ حديثاً.
(٣) عبد الله بن قيس، من بني الأشعر (٢١ ق. هـ - ٤٤ هـ = ٦٠٢ - ٦٦٥ م) صحابي جليل، ومن الولاة الشجعان. ولد في زبيد باليمن، وتوفي بالكوفة، له ٣٥٥ حديثاً.
(٤) "إعلام الموقعين" (ج ١ ص ١٨).