للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعراض ... الحرية في الدماء ... الحرية في الدين ... الحرية في خطاب الأمراء ... آثار الاستبداد).

هذه العناوين الثائرة التي تضمنتها المحاضرة، وفي كل عنوان منها صفعة مؤلمة على رقاب المستعمر وأعوانه. ثم ما تبع المحاضرة من آثار عميقة وبعيدة في ضمائر الأمة، وتداول هذه الألفاظ في المسامرات والنوادي وعلى كل لسان، ثم بعد أن طبعت انتشرت بين الناس، "وأضاءت على الأمة شموس الحرية، وضربت أشعتها في كل واد" (١).

ومن المفيد أن نذكر في سياق المقدمة: أن بعض الحاضرين كانوا من الفرنسبين، الذين استمعوا إلى المحاضر. وقام الإمام محمد الطاهر بن عاشور مخاطباً المحاضر بقوله: "يا أيها الأستاذ النحرير؛ ويا أيها السادة! يسرني أن أقف موقفي هذا؛ لأمثل على مرأى من السادة الحاضرين مقدار الابتهاج والسرور بمسامرتكم الفائقة التي سمح لنا بها هذا النادي أو السامر الشريف، فسمعنا منه فلسفة حقيقية لمبدأ عظيم من مبادئ شريعتنا الإسلامية، وشاهدنا مثالاً صحيحاً للفصاحة والبلاغة العربيتين ... إلخ".

عالِم زيتوني شابٌ، هادئ الطبع، حسن السمت، ينطق همسًا، وثائر في فكره وقلبه، وبركان في صدره، يتحدث عن الحرية في بلد يسوده الظلام


(١) طبعت مسامرة "الحرية في الإسلام" للمرة الأولى سنة (١٣٢٧ هـ - ١٩٠٩ م) بالمطبعة التونسية - نهج سوق البلاط عدد ٥٧ بتونس، وطبعت عدة مرات في البلدان العربية. ومنها طبعة ضمن كتاب "محاضرات إسلامية" للإمام.
وتحتاج هذه الرسالة إلى بحث عميق ومستقل في ألفاظها ومعانيها وآثارها في الحركة الوطنية التونسية.