للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يضن بوقته أو مكانته في الأوساط الحكومية والعلمية في مصر من أجل غايات الجبهة وتحقيق أغراضها، الجبهة التي ضم عقدها ثلة من أفاضل القوم، والتف حولها كل مغربي منصف صادق لا يهدف إلى كسب دنيوي، أو سمعة زائفة، أو تزاحم، بل وصراع على الشهرة وخطف الأضواء للوصول إلى كرسي الحكم بأي ثمن. وفي مثل هذا السباق المشين تضيع قضايا الأمة.

قاد الإمام محمد الخضر حسين جبهة الجهاد بكل حزم وإيمان وحب للوطن؛ "فقد كان شديد الاهتمام بوطنه، حريصاً على تتبع حالته والاتصال بأبنائه، وإعانتهم في كل الميادين العلمية والسياسية، حتى الشخصية، وكان بيته كعبة للتونسبين القادمين إلى القاهرة للزيارة أولاً، والإعانة إذا دعت الحاجة إلى ذلك ثانياً، كما قدم خدمات جليلة للقضية التونسية، فسخر مكانته العلمية والثقافية من أجل مساعدة المدافعين عن هذه القضية؛ من حيث التعريف بهم لدى السلطات المصرية، والهيئات والمسؤولين العرب العاملين بالقاهرة" (١).


= وللمسلمين، وللعالم، وإلى (جبهة الدفاع عن أفريفية الشمالية) التي لعبت دوراً رائعاً في وحدة النضال عند شباب المغرب العربي الأحرار". ويقول أيضاً: "كيف ينسى تونس الخضراء، وهو الذي ألقى المحاضرات، وكتب الدراسات المستفيضة عن الحالة العلمية في ذلك الوطن، وقدم بأدب وفخر واعتزاز للمجتمع المصري أعلاماً من تونس لم يكن لاسمهم ولسيرتهم من ذكر في مصر، فأي تعبير عن حب الوطن والوفاء له أصدق من ذلك؟ " - مجلة "حضارة الإسلام" - العدد الرابع - السنة الثامنة عشر- جمادى الآخرة ١٣٩٧ هـ - حزيران ١٩٧٧ م - دمشق.
(١) الأستاذ محمد مواعدة في كتابه: "محمد الخضر حسين - حياته وآثاره" طبعة
دمشق سنة ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م - صفحة ١١٨.