وعبد المؤمن بن علي، وبنوهم، ثم يعقوب بن عبد الحق بعدهم، وبنوه".
هذا ما يقوله ابن خلدون شاهداً لأمة البربر بمتانة الدين، والعمل لإعلاء كلمته، ومن درس تاريخ تونس والجزائر والمغرب الأقصى والأندلس، ووقف على سير الملوك والعلماء الذي هم من هذا القبيل، وجد فيهم الإيمان الصادق، والعمل لظهور الدين بحسن نية، وخلوص سريرة، ووثق بأنهم كانوا من الأجنحة التي حلَّق بها الإسلام على أوطان مظلمة، فنزل بها، وبسط نور هدايته في ربوعها.
وقبائل كانت لها في الإسلام هذه القدم الراسخة، يدمي قلوب المسلمين أن تمضي فرنسا في إفساد عقائدهم، ومحو تعاليم القرآن من ديارهم، فحق على علماء الإسلام وحماته في الشرق والغرب أن يسهروا في ابتغاء الوسائل إلى قمع هذه الفتن التي أخذت ترفع رأسها، وتكشر عن أنيابها، ولا يهولنا ما يكتنفها من النّار والحديد، فإن العاقبة حكمة الدعاية، وقوة الحجة، والصبر على المكاره. والسلام عليكم ورحمة الله.