للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفوسهم ادعاء أنهم مهبط الوحي، وأنهم يتلقون ما يقولونه بأفواههم من الله تعالى بدون وسيلة كتابه الحكيم، وحديث رسوله الكريم.

ومن مدّعي النبوة من يذهب فينقطع دابره؛ كالحارث بن سعيد الذي ظهر في أيام عبد الملك بن مروان، واغتر به خلق حتى وقع في يد عبد الملك فقتله، ولم يبق له في الأرض أثر، وكإسحاق الأخرس الذي ظهر في خلافة السفّاح، واتبعه طوائف، وقتل فانقطعت فتنته.

ومن مدعي النبوة من ييقى لدعوته أثر بعد موته، ومن هذا الصنف غلام أحمد مبتدع النحلة القاديانية.

كثيراً ما وردتنا رسائل من البلاد العربية وغيرها -كأمريكا- يسأل كاتبوها عن أصل هذه النحلة، ومبلغ صلتها بالإسلام، وبالأحرى: بعد أن ظهر المقال الذي كشفنا فيه الغطاء عن النحلة البهائية، ونشرناه في الجزء الخامس من المجلد الأول من مجلة "نور الإسلام" (١). ووردتنا رسائل أخرى مطوية على ما يصرح به دعاة هذه النحلة من الآراء، ويقترح مرسلوها نقد هذه الآراء، وتحذير المسلمين من الوقوع في مهالكها، ولم نشأ التعرض للكتابة في شأنها قبل اليوم؛ إذ لم يكن لدينا من كتب أصحابها ما نطلع به على أساسها، ونعرف منه حال واضعها.

وقد انساق إلينا اليوم من كتب مبتدعها غلام أحمد وبعض دعاتها ما جعلنا على بينة من أمرها، وها نحن أولاء نضع أمام حضرات القراء فصولاً فيما تقوم عليه هذه النحلة من المزاعم الخاطئة، ونلقي عليهم كلمات في نشأة واضعها؛ ليكونوا على بصيرة من أنها دعوى زائغة، ولا يغيب عنهم


(١) المقال منشور في هذا الكتاب.