وفي سنة ١٨٧٦ م (١) مرض أبوه، فزعم غلام أحمد أنه نزل عليه وحي من الله بأن أباه سيموت بعد الغروب، وكان هذا الإخبار في زعمهم أول وحي نزل عليه. وأخذ بعد هذا يصرح ببعض آراء زاعماً أنه يتلقاها من طريق الوحي، وكان المسلمون يلاقون هذه المزاعم بالإنكار الشديد، فرحل إلى بلدة "لودهيانة"، وأذاع منشوراً أعلن فيه أنه المسيح المنتظر، فقام في وجهه علماء الشريعة بالإنكار، ومن بين هؤلاء العلماء: مولوي محمد حسين صاحب جريدة "إشاعة السنّة".
ودعا مولوي محمد حسين كثيراً من العلماء إلى "لودهيانة" لمناظرة غلام أحمد، ولكن الوالي (الكوميسر) في هذه الناحية كان في جانبه؛ فمنع من عقد المناظرة، وأرغم مولوي محمد حسين ومن معه من العلماء على مغادرة البلد في اليوم نفسه.
ثم انتقل غلام أحمد إلى "دهلي" داعياً إلى نحلته، فواجهه العلماء بالإنكار، وطلبوه للمناظرة فيما يدعو إليه، وقرروا أن يتولى مناظرته مولوي نظير حسين أستاذ الحديث، فلم يجب غلام أحمد للمناظرة، ولكن -كما يقول أتباعه- دعا مولوي نظير حسين إلى المباهلة: بأن يحلف هذا الأستاذ على أن عيسى بن مريم - عليه السلام - لم يزل حياً، وإذا حلف، ولم ينزل عليه في خلال سنة بلاء، يكون غلام أحمد كاذباً في نبوته، ولكن مولوي نظير حسين ومن معه من العلماء أبوا أن يسلكوا مع غلام أحمد هذه الطريقة بدل ما دعوه إليه من المناظرة.
وبعد هذا دعا أهالي "دهلي" مولوي محمود بشير من مدينة "بهوبال"
(١) نستعمل التاريخ الإفرنجي؛ لأنه الوارد في كتبهم التي ننقل عنها هذه الحوادث.