دخل قاعة المحاضرات، وأخذ يخطب، قدم له أحد أتباعه قدح شاي، وكان الاجتماع في نهار رمضان، فأخذ منه الرشفة الأولى، فصاح الحاضرون بالإنكار عليه، فأجاب بأنه مسافر، وقد رخص للمسافر الفطر في رمضان، ووقع عقب هذا هياج، فانقطع عن الخطابة، وانصرف في حماية الشرطة (البوليس)، واضطر إلى مغادرة المدينة.
وفي سنة ١٩٠٥ زعم أنه أوحي إليه أن أجله قد قرب، وكتب الكتاب المعروف عندهم بالوصاية، ولكن أجله امتد بعد هذا نحو ثلاث سنين، وفي هذه السنة زعم أنه أوحي إليه بإنشاء مقبرة خاصة لأتباعه، وفرض على من يريد الدفن فيها أن يهب لخزنتهم ربع ماله.
وفي سنة ١٩٠٧ قامت حركة وطنية في "البنجاب"، فانحاز غلام أحمد إلى جانب الحكومة، وأذاع منشوراً دعا فيه أتباعه إلى موالاة الحكومة ومساعدتها على إخماد الحركة الوطنية، ففعلوا.
وفي هذه السنة انعقد مؤتمر الأديان في "لاهور"، وحضره مندوبو الديانات، وبعث غلام أحمد مقالاً ليقرأ في المؤتمر، ولما قام أحد أتباعه لقراءته، قابله جماعة من الحاضرين بالازدراء، ورموه بكلمات الاستهزاء.
وفي سنة ١٩٠٨ ذهب إلى "لاهور"، وعندما وصل إليها، أنكر المسلمون مجيئه، وصار العلماء يجتمعون كل يوم بعد صلاة العصر في براح حول منزله، ويلقون خطباً يحذرون فيها الناس من الاغترار بمزاعمه.
وكان غلام أحمد مبتلى بإسهال مزمن، فاشتد عليه وهو في "لاهور"، ومات في مايو من هذه السنة ١٩٠٨ الموافقة لسنة ١٣٢٦ هجرية، ونقل إلى "قاديان"، ودفن بها، وانتخب أتباعه لرياسة المذهب حكيم نور الدين حتى