هذه اللبنة"، قال: "فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين". وفي رواية مسلم عن جابر - رضي الله عنه -: "فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء". وروى الإمام أحمد بسنده إلى أبي الطفيل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نبوة بعدي إِلا المبشرات"، قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: "الرؤيا الحسنة -أو قال- الرؤيا الصالحة". إلى غير هذا من الأحاديث وآثار الصحابة الصريحة في أن النبوة انتهت بنبوته - عليه الصلاة والسلام -، وعلى هذا انعقد إجماع المسلمين،
وأصبح بمنزلة المعلوم من الدين بالضرورة.
قال الإمام ابن كثير عند تفسير:{وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠]: "وقد أخبر الله تعالى في كتابه، ورسوله في السنة المتواترة عنه: أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده، فهو كذّاب أفاك دجال مضل". وقال الألوسي في "تفسيره": "وكونه - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين ممّا نطق به الكتاب، وصدعت به السنّة، وأجمعت عليه الأمة. فيكفر مدّعي خلافه".
وما كان لمسلم أن يؤول القرآن والسنّة الصحيحة تأويل من لا ينصح لله ورسوله ليجيب داعية هوى في نفسه، وانظروا إلى غلام أحمد وطائفته كيف تخبطوا في تأويل:{وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}، وما يبينها من الأحاديث المحكمة، ولا داعي لهم إلى هذا التخبط، إِلا أن رجلاً من "قاديان" استحب الهوى على الهدى، فأدعى أنه نبي مرسل، وملأ فمه باللغو وقول الزور، والتملق لغير المسلمين.
ومن وجوه تأويله حمله لحديث: "لا نبي بعدي" على معنى أنه لا يأتي بعده نبي من غير أمته.
وهذا الوجه اختلسه من متنبئ آخر يقال له: إسحاق الأخرس ظهر في